تجمع المهنيين السودانيين بيان حول فك تجميد وإعادة نقابات المنشأ التابعة لنظام المؤتمر الوطني وأذياله


صدورنا على البعادي زقاق
ضهورنا إلى المنادي رقاق
رضينا بلا قرن ننساق
وحين نحرن جبل يا ساق
شعبنا الأبي، لقد صعدت شموس الحرية فوق سماوات الوطن وهتك فجرها ستار الظلام وكشف سطوعها السم المختبئ بين الألسن والمتخفي بين معسول الكلمات.
جماهير الشعب السوداني الثائر، إن صدورنا تضيق بكل من يعادي أو يقف حجر عثرة أمام التطلعات المشروعة في بناء وطن حر ديمقراطي ونظام مدني ديمقراطي قوامه الشفافية والاحتكام للمبادئ الدستورية وقوانين إنشاء النقابات وحلها.
إن موقفنا الثابت الرافض لنظام الإنقاذ ليس اعتباطياً، ولا مقاومتنا له نزهة ولكنه موقف مبني على رفض ومقاومة ممارساته والتي كانت نقابة المنشأة إحدى مظاهرها، فنقابات المنشأة المصنوعة لم تسترها القوانين المفصلة من غربال تحتوشه الثقوب.
شعبنا المقدام، ما كانت ثورتنا عظيمة إلا بالتضحيات التي قدمها بنات وأبناء هذا الوطن، أرواحاً ارتقت ودماء سالت وأعين فُقئت وأيادٍ بُترت ووظائف وأعمال أُبطلت، وإذ نرفض في تجمع المهنيين السودانيين قرار المجلس العسكري القاضي بفك تجميد نقابات واتحادات النظام، فإننا نعتبر ذلك ردَّة تخدم أجندة الثورة المضادة وتعمل لتبديد مكاسب الثورة والعودة بالبلاد إلى مربع التمكين والطغيان.
إن مطالبنا العادلة لن تتحقق والنظام البائد وبقاياه ومن ينتمون له يقتاتون من نعيم موارد الدولة ويترممون على مؤسساتها التي بُنيت من عرق التعابى، فخير هذه البلاد الوفير ليس لمن غاصت أياديهم في المال السحت واتخمت بطونهم موائد الشيطان الإنقاذي الزنيم.
جماهير شعب الإباء والكرامة، لن نقبل بأقل من أن تكون قوانين العمل النقابي ديمقراطية تستند على التقسيم الفئوي لا نقابة المنشأة، فمصالح العاملين لن تُراعى عبر التلبيس والتخليط بين الفئات المختلفة داخل المؤسسة عبر تسكينهم في هيكل موحد، فهذا الشكل ينسف معنى العمل النقابي ويحيله إلى سخرة تغمط به الحقوق وتغيب في خضمه الواجبات فتضيع مصالح العاملين وتتهتك عُرى المؤسسات وتصبح الغلبة لذوى القربى وهو ما اجترحت له عقلية الشعب الفذة مصطلح "الكوزنة" وسمَّته عقلية النظام "التمكين".
شعبنا المنتصر، إن دعوتنا قائمة لشحذ الهمم في كافة المؤسسات وأماكن العمل لاستكمال تكوين لجان التسيير واللجان التمهيدية، واستنهاض القواعد لاستعادة النشاط النقابي الديمقراطي المستقل والذي لم يعد مطلباً فئوياً محدوداً بل أصبح ضامناً للوصول بالثورة لتمامها؛ الثورة التي أهدرت لبلوغ أهدافها الأرواح، واكتست لانتصارها الطرقات بالدم القاني للشباب المتفاني الذين تنازلوا عن مستقبلهم، واختاروا القبر الضيق في مقابل الوطن الواسع الفسيح.
تجمع المهنيين السودانيين
٢٣ مايو ٢٠١٩

Share on Google Plus

عن المدون gazalysidewalk.com

هنا نبذة عن المدون ""
    Blogger Comment
    Facebook Comment

0 comments:

إرسال تعليق