تستأنف يوم غد الاحد المحادثات بين المجلس العسكري الانتقالي وقوى الحرية والتغيير وذلك لتكملة ما تم الاتفاق عليه خلال الجولات السابقة والتي كادت أن تصل الى اتفاق نهائي لولا الاحداث التي شهدتها الخرطوم يوم الاربعاء الماضي والتي صاحبتها توترات كثيرة وشحن زائد بين الثوار وبعض القوات النظامية التي ادت الى اصابة ومقتل عدد من الثوار نتيجة للاستعمال المفرط للقوة من جهات غير معلومة ترغب في إحداث فتنة بين الشعب من خلال إثارة الكراهية والعنف .
وأعلن المجلس العسكري الانتقالي استئناف التفاوض مع إعلان قوى الحرية والتغيير غدا الأحد 14 رمضان الموافق 19 مايو 2019 بالقصر الجمهوري. وكان المجلس العسكري الانتقالي قد أعلن الخميس الماضي تعليق التفاوض مع قادة الاحتجاج لمدة 72 ساعة، بعد إطلاق نار في محيط اعتصام المتظاهرين.
ودعا رئيس المجلس الفريق اول عبد الفتاح البرهان إلى "إزالة المتاريس جميعها خارج محيط الاعتصام ووقف التحرش بالقوات المسلحة وقوات الدعم السريع والشرطة واستفزازها".
وكان من المفترض أن يعقد المجلس العسكري و"قوى الحرية والتغيير" مساء الأربعاء الماضي الجلسة النهائية للمفاوضات بشأن الفترة الانتقالية.
وجاء في البيان الذي تلاه البرهان في خطاب متلفز أن "من واقع مسؤوليتنا أمام الله وجيشنا وشعبنا قررنا وقف التفاوض لمدة 72 ساعة حتى يتهيأ المناخ لإكمال الاتفاق".
ودعا البرهان المتظاهرين إلى "إزالة المتاريس جميعها خارج محيط الاعتصام"، وفتح خط السكك الحديدية بين الخرطوم وبقية الولايات ووقف "التحرش بالقوات المسلحة وقوات الدعم السريع والشرطة واستفزازها".
وفي بيانه أرجع البرهان أسباب القرار إلى غلق الطرق حول القيادة العامة للجيش مما يقوض حركة القوات المسلحة وسيطرتها على الأوضاع الأمنية وتوفير الحماية للمعتصمين.
من جانبها أكدت قوى إعلان الحرية والتغيير في السودان سلمية الاحتجاجات وعلى الاستمرار في الاعتصام، معربة عن أسفها لوقف المجلس العسكري التفاوض مع قادة الاحتجاج بدعوى عدم سلميتها.
وقالت قوى التغيير في بيان إن السلمية أيقونة الثورة التي لا يستطيع أحد أن ينزع عنها هذه الصفة، أو أن يطعن أو يشكك في جدية التمسك بها، مضيفة أنها كانت السبب في الوصول إلى هذه المرحلة المتقدمة في عمر الثورة، وأصبحت طوق نجاة للشعوب المستضعفة.
وأعربت هذه القوى عن أسفها لقرار تعليق التفاوض، معتبرة أنه "لا يستوعب التطورات التي تمت في ملف التفاوض، ويتجاهل حقيقة تعالي الثوار على الغبن والاحتقان المتصاعد كنتيجة للدماء التي سالت والأرواح التي فقدنا"، وفق البيان.
واعتبر البيان أن التصعيد السلمي حق مشروع لحماية مكتسبات الجماهير، وأكد انتفاء جميع مبررات تعليق المفاوضات من طرف واحد، منها فتح الطرق ورفع الحواجز وتسهيل حركة المرور، محذرا من أن ذلك ينسف دعاوى التوافق بما يسمح بالعودة إلى مربع التسويف في تسليم السلطة.
والآن وبعد مرور فترة الـ72 ساعة وبعد أن قام التجمع بإزالة المتاريس خارج مواقع الاعتصام التي حددت في السادس من ابريل وبعد ان تهيأت الاجواء بصورة تسمح باستئناف التفاوض ستبدأ غدا حيث يأمل السودانيون من الجانبين الخروج باتفاق يلبي طموحات الشعب السوداني في إحداث التغيير المنشود الذي نادى به الثوار منذ ديسمبر الماضي .
منقول
0 comments:
إرسال تعليق