ثم ماذا بعد العصيان؟

بقلم عثمان نواى

ان نجاح العصيان المدني الشامل دون اى شك هو ضربة قاضية للمجلس العسكرى الذى لا زال يراوغ بشكل شديد الغباء اعتمادا على قوة السلاح وقوة المال من داعمين خارجيين من روسيا الى حلفائها الطغاة العرب فى السعودية والامارات. فى الوقت الذى يصبح فيه المعسكر الغربى فى أمريكا وأوروبا وكأنه يقف متفرجا مع احداث بعض الضجيج احيانا. اذن العصيان المدنى لكى يأتى بثماره كاملة فى حاجة ماسة للمزيد من التامسك والتخطيط على المستوى الداخلى على الجانبين السياسى والتنظيمى للقوى الشعبية التى تنفذ العصيان.

سياسيا كان مما يبشر بشي من الإنفراج، ما نشر في بيان قوى الحرية والتغيير الاخير الذى تحدثت فيه اخيرا عن التوافق حول المجلس النيابى والحكومة والاستعداد لتسميتها من طرف قوى التغيير منفردة دون اى تفاوض مغ المجلس العسكرى. ان هذه الخطوة سياسيا هى الذروة الحقيقية لنجاح العصيان والتى اعطتها الشرعية الكاملة الصمود الشعبى عبر استمرار العصيان المدني الشامل. اذن الإسراع فى انتهاز لحظات قوة العصيان الان هو واجب اللحظة، ونحن ندخل يومه الثالث وقبل ان يشتد بالناس الضغط المعيشي تحت ظروف العصيان العصيبة على الكثيرين، فإن إعلان الحكومة تحت شرعية عصيان الشعب السودانى للحكم من قبل المجلس العسكرى الراهن أصبح ضرورة تاريخية. اذا عجزت قوى التغيير اللحاق بهذه اللحظة المواتية تماما لإعلان حكومتهم المدنية المدعومة من الشعب العاصي تماما للمجلس العسكرى، وإذا تم تفويت هذه اللحظة فإن البلاد ستدخل الى منحنى خطير لن يكون منه عودة.

ان اللحظة تفرض الان على تجمع المهنيين باعتباره الجهة المنظمة لعملية العصيان المدني الشامل والاضراب السياسي العام عبر كل مكونات التجمع المهنية والفئات العمالية المختلفة وكل قطاعات المجتمع المدنى ان يقف فى مكانة الكيان المعبر عن ارادة الشعب الواضحة. وان يقف مستقلا عن الانحيازات السياسية و يتعالى على كل سقطات القوى السياسية، بل وان يقف رقيبا عليها موجها لها هى ذاتها لكى تنصاع لصوت الشارع الذى عبر عنه كل عمال موظفى وتجار السودان عبر هذا العصيان المدني التاريخى. وعلى التجمع ان يوحد قواه ويقود الاجسام المدنية والنقابية المستقلة الى تشكيل حكومة الكفاءات الوطنية من مهنيين السودان والمحترفين فى كل المجالات بما فى ذلك كل مجالات إدارة الدولة نفسها اقتصاديا ،أمنيا، دبلوماسيا واعلاميا. ولا يجب اخضاع مصير البلاد الى المحاصصات والاغبان التاريخية التى قيدت وافشلت العمل السياسى السودانى طوال عقود وبل اسهمت فى إطالة عمر النظام البائد، كما ان ذات الخلافات اطالت عمر التفاوض مع المجلس العسكرى حتى حدثت المجزرة. ولكن الشعب السودانى لم يمنح لا تجمع المهنيين ولا القوى الحرية والتغيير تفويض مفتوح بل هو مشروط بتنفيذ ارادة الشعب. وقد قدم الشعب كل التضحيات الممكنة لدعم هذه القوى.

والان حان الوقت الوقت لكى ترتقى القوى السياسية وتجمع المهنيين على رأسها لحجم الشعب السودانى العظيم الذى منحها الفرصة لتمثيله. وعلى القوى السياسية ان تعى ان العملية السياسية هى التى يجب ان تخضع لاولويات الشعب السودانى وليس العكس . والاولوية الان هى ان يعلن الشعب الحكومة التى يعترف بها ومستعد للعمل تحتها، والشعب قادر على حماية حكومته. وليس الشهداء على المتاريس بأقل قيمة من اى فرد اى كان اذا كان البعض يريد ان يبرر عدم إعلان الحكومة بالخطر على الأفراد الذين يمكن إعلان اسماءهم . كما ان الشعب السودانى ملئ بالكفاءات اذا غاب احد فإن آخرين كثر يحلون مكانه كما يفعل الشباب فى المتاريس فى الشوارع كل يوم. على نخب السودان ان ترتقى لشجاعة شعبها وشبابها قبل ان يثور عليها هى أيضا. لان شعار تسقط بس ليس حكرا على الكيزان والعسكر..
#SudanCivilDisobedience
#العصيان_المدني_الشامل
nawayosman@gmail.com

Share on Google Plus

عن المدون gazalysidewalk.com

هنا نبذة عن المدون ""