قطعا زيارة أبي أحمد لا تهدف إليّ إنقاذ المجلس الإنقلابي أو تخفيف
عزلته، و الا لما كانت قد جاءت بعد قرار مجلس السلم و الأمن الاْفريقي القاضي
بتعليق عضوية السودان في ظل حكم المجلس الانقلابي.
لذلك، يجب إستحضار العوامل و الحقائق التالية لقراءة مغزي الزيارة:
١- رئيس الوزاراء الأثيوبي أحمد يقدم
نفسه كوجه و قائد إفريقي جديد واعد، و كمصلح ديمقراطي، و قائد ضامن لاستقرار إقليم
القرن الأفريقي و إفريقيا و معبر عن مصالح و تطلعات شعوب المحيطين و الفضائين
الجغرافين في المحافل الدولية إزاء تقاطعات المصالح الدولية و لعبة الأمم.
٢- إستنادا إلي النقطة (١) أعلاه، ليس
من الوارد أن يلطخ أبي أحمد ( رجل الإستخبارات ، رجل الدولة و حامل شهادة
الدكتوراه في حل النزاعات) صورته وسمعته الدولية بتوريط نفسه مع مجلس انقلابي أوغل
في دماء شعبه.
أبي
أحمد ليس غبيا ليدمر سردية الإصلاح و التغيير التي بناها بأقوال و أعمال وفقا
لاستراتيجية علاقات عامة مدروسة ، لذلك، أي تورط مع المجلس الانقلابي المعزول يعني Fatal PR Crisis لأبي أحمد، لهذا، أبي أحمد
لم يقابل البرهان كرئيس شرعي عندما زار الأخير أديس أبابا مؤخرا: رسائل البروتوكول
كانت واضحة أنذاك !
٣- إثيوبيا مقر الاتحاد الأفريقي و لا
تقبل بفشله أبدا ، و السودان يمثل Taste Case لفعالية و قدرة و سمعة الاتحاد الإفريقي كمنظومة إقليمية معنية
بحفظ السلم و الأمن الإفريقي . في عهد مقاربة ال Regionalization of the International Peace and Security لذلك، الاتحاد الأفريقي
حريص جدا علي التقاط زمام المبادرة لتأمين مخرج إستراتيجي سلس للسودان ليتفادى
السودان سيناريو الحرب الشاملة و الفوضي و التفتيت، و ذلك حتي لا تصف القوي
الدولية الاتحاد الأفريقي بالفشل و من ثم تبرر التدخل في السودان.
٤- أبي أحمد جاء محصنا و متسلحا بقرار
مجلس الأمن و السلمي الإفريقي للضغط علي المجلس الانقلابي ، و غالبا بسند غربي
كذلك، لأن الاتحاد الأفريقي وحده لن يستطيع تأمين تنفيذ قراراته.
٥-أبي أحمد قائد مهم، أنصح قوي الثورة
بمقابلته ، لكن ليس بهدف فتح التفاوض مع المجلس الانقلابي ، بل بغرض إيصال رسالة
الثورة إليه و هي كالآتي:
أ-
لا تفاوض مع المجلس الانقلابي ، بل تسليم السلطة كاملة للمدنيين ، و هذا هو موقف
الشعب السوداني و ثورته الظافرة. أبي كربيب ثورات يدرك تطلعات الشعب السوداني.
ب-
إجراء تحقيق دولي في المذابح التي ارتكبها المجلس العسكري الانقلابي
ت-
تنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصِّلة بمليشيا الجنجويد و منها قرار مجلس الأمن
الدولي 1556 الصادر في ٢٠٠٤.
ث- يجب أن توقف القوي الإقليمية التي تعمل ضد تطلعات الشعب السوداني عند حدها.
ث- يجب أن توقف القوي الإقليمية التي تعمل ضد تطلعات الشعب السوداني عند حدها.
خلاصة،
القول يجب أن تجعل قوي الثورة من زيارة أبي أحمد فرصة، و لا تترك الفرصة لقوي
الثورة المضادة و شركاءها لتضليل الزائر الكبير أبي أحمد.
أحمد حسين آدم
7 يونيو 2029
أحمد حسين آدم
7 يونيو 2029
0 comments:
إرسال تعليق