استمراراً في سياسات القتل والتكنيل التي بدأت بمجزرة القيادة العامة، إمتدت يد المجلس العسكري لضرب حرية الصحافة والتعبير مجدداً في البلاد، بعد إقدام "العسكر" على قطع خدمة الانترنت في كافة أنحاء البلاد، بالتزامن مع تنفيذ جريمتهم النكراء.
وتدين الشبكة بشدة تصريحات المتحدث الرسمي للمجلس الانقلابي التي أكد فيها استمرار قطع خدمة الانترنت وعدم إعادتها في القريب، باعتبارها "مهدداً للأمن القومي"، الأمر الذي يفضح العقلية التي تسيطر الآن على مقاليد البلاد، وفق تصورات العصر الحجري، دونما أدنى تقدير لقيم الإعلام الحر ودور فضاءات الشبكة العنكبوتية وشبكات التواصل الاجتماعي وخدمات الانترنت وتأثيراتها على كافة مناحي الحياة وحركة الشعوب ومصالحها المباشرة.
وتستنكر شبكة الصحفيين السودانيين عمليات الفصل الجماعي الممنهجة بالمؤسسات الاعلامية الرسمية، وبإشارة خاصة لتلفزيون السودان القومي، حيث تمت إقالة مدير التلفزيون القومي ومنع عدد من خيرة الكفاءات من دخول مباني التلفزيون، وفتح الباب أمام عودة عناصر إعلام السلطة البائدة وسدنة النظام المخلوع للعمل في غرف الأخبار وأقسام السياسة والمحطات لتزييف الحقائق وتضليل الرأي العام بمعلومات كاذبة، تلغ بدس رخيص في دماء الشهداء، وتخوِّن وتشكِّك في وطنية الثوار وتجمع المهنيين وقوى إعلان الحرية والتغيير.
وفي ذات السياق، فصلت إدارة تحرير صحيفة (الصيحة) رئيس تحريرها عبد الرحمن الامين، مباشرةً بعد انتقاده قوات الدعم السريع وقائدها في إحدى الفضائيات، كما استدعى جهاز الأمن بولاية النيل الأبيض الصحفي راشد اوشي مراسل صحيفة (التيار) بكوستي، وتم اعتقال الكاتب الصحفي عمار محمد آدم من قبل قوات مليشيا الدعم السريع وأخضع للتحقيق بمقر استخبارات الدعم السريع، قبل تسليمه للإدارة السياسية بجهاز الأمن .
وتحذِّر شبكة الصحفيين من خطر وشيك بات يهدد بانهيار عدد من المؤسسات الصحفية، في ظل تملُّص الناشرين عن مسؤولياتهم، وعدم الالتزام بدفع مستحقات الصحفيين، حيث ظلَّت صحف (الرأي العام، مصادر، ألوان) غائبة من الصدور منذ أواخر الشهر الماضي، دون وقوف العاملين والصحفيين على حقيقة مصيرهم، مع تهرُّب إدارات هذه الصحف من الاعتراف وكشف مايواجه منسوبي هذه المؤسسات بعد سقوط النظام وانقطاع الحبل السري الذي يغذيها.
وتهيب الشبكة بكافة الصحفيين للاستعداد لمواجهة الردَّة التي بدأت بفض الاعتصام، وامتدت إلى حقل الصحافة والإعلام، وتعتبر الشبكة أن معركة الصحافة المؤجلة مع العسكر قد أزفت مواقيتها، مما يحتم ضرورة الرصد الدقيق لجميع الانتهاكات التى يتعرض لها الصحفيين من قبل المجلس وأذياله في الوسط الإعلامي، وفضحها أمام الجماهير.
صحافة حرة اولا صحافة
شبكة الصحفيين السودانيين
17 يونيو 2019
17 يونيو 2019
0 comments:
إرسال تعليق