هذه حقيقة ما يدور بأديس أبابا يا تجمع المهنيين !

منعم سليمان

بيان تجمع المهنيين الأخير عن مفاوضات أديس أبابا خرج كعادة كل بياناتهم الأخيرة بالتركيز على سحر البيان ليخطف قلوب الجماهير ولكنه لا يخاطب عقول هذه الجماهير بملامسة القضية الحقيقية بكل صدق وشفافية.
الحقيقة التي يعرفها كل فرد بوفد قوى إعلان الحرية في أديس أبابا ان المفاوضات مع الجبهة الثورية على وشك الإنهيار وان الوسطاء الأفارقة يتحدون الزمن لإنقاذها.. خاصة المبعوث الأمريكي الذي يجري إتصالات على مستوى عال من خارج غرف التفاوض.
كانت المفاوضات تسير على أفضل حال حتى ساعة متأخرة من ليل أمس حيث وافقت قوى إعلان الحرية والتغيير على (11) من البنود التي طرحت على طاولة المفاوضات.. ولكن عندما بدأ التفاوض على البند الأخير وهو (هياكل الفترة الإنتقالية).. وبينما كانت الأمور تسير على نهاياتها إذ بوفد الحرية والتغيير يتفاجأ هذا الصباح بطرح الجبهة الثورية مطلبين هما:
طلبت الجبهة الثورية ثلاثة مقاعد في المجلس السيادي.. كما طلبت تأجيل تشكيل الحكومة المدنية حتى تحقيق السلام.
هذه هي حقيقة المشهد الآن بأديس أبابا والتي يجب ان يعرفها كل الشعب السوداني يا مهنيين.
رأيي الشخصي ان التفاوض مع الجبهة الثورية كان خطأ فادحا منذ البداية.. فكيف تخصص فترة ال6 أشهر الأولى من الفترة الإنتقالية لقضايا الحرب والسلام وفي نفس الوقت يتم التفاوض في الستة أيام الأولى مع ذات الجهات التي يحب ان نجلس معها مرة أخرى في الفترة الإنتقالية.. بل كيف يمكن للمرء ان يستوعب وجود ممثل للجبهة الثورية بتنسيقية قوى إعلان الحرية والتغيير .. بل وممثل في وفد تفاوض الحرية والتغيير مع المجلس العسكري.. وفي نفس الوقت تتفاوض مع قوى الحرية والتغيير بأديس أبابا؟ فكيف تتفاوض قوى الحرية والتغيير مع قوى الحرية والتغيير؟
قوى إعلان الحرية والتغيير تعرضت لأكبر عملية إبتزاز برفض الجبهة الثورية للإتفاق.. ولغاية الأسف رضخت لهذا الإبتزاز الرخيص.
ان من حق الجبهة الثورية كمكون من مكونات قوى الحرية والتغيير قبول أو رفض الإتفاق الذي تم مع المجلس العسكري.. وكان على قوى الحرية والتغيير ان تترك الأمر للتداول داخل المكون الذي تنتمي له الجبهة الثورية الا وهو تحالف نداء السودان.. وإذا كان لابد من التفاوض معها فعليها ان تتفاوض مع السيد الصادق المهدي رئيس نداء السودان وليس مع كل مكونات قوى إعلان الحرية والتغيير؟؟!
اما اذا قال أحدهم ان التفاوض يتم معهم بوصفهم حركات مسلحة فعلي هذا الأحدهم ان يجيب أولا على سؤال: أين عبدالعزيز الحلو وعبد الواحد نور من الأمر؟
هذه هي الحقيقة التي يعرفها كل أعضاء وفد قوى الحرية والتغيير بأديس أبابا وما سواها خداع ودغدغة مشاعر ستقصر من عمر الوطن وتطلعات شعبه نحو الحرية والديمقراطية.
Share on Google Plus

عن المدون gazalysidewalk.com

هنا نبذة عن المدون ""
    Blogger Comment
    Facebook Comment

0 comments:

إرسال تعليق