الاغتصاب : سلاح حرب وغنيمة للجنود فى السودان


بقلم عثمان نواى
وفقا لعدد من الناجيات من الهجوم الجنجويدى الغادر فى صباح ٣ يونيو على الاعتصام ان الجنود كانوا عندما يمسكون بفتاة او امرأة كانوا ينادون زملائمهم قائلين " وجدنا غنائم.. وجدنا غنائم". وهذه العبارة الحقيقة لها ما خلفها الكثير. فقوات الدفاع الشعبى التى كانت بداية المليشيات القبلية فى عهد الكيزان كانت إحدى وسائل الدفع لها هى اسر النساء واغتصابهن فى جنوب السودان وجبال النوبة. ومن بعد ذلك اتى الجنجويد عندما بدأت الحرب فى دارفور حتى أصبحت الغنائم من النساء إحدى أسباب دخول البعض فى المليشيات ودافع للاستمرار وإحدى وسائل الدفع لهم كمرتزقة مأجورين وليس جنود محترفين. هذا بالتأكيد لا يعفى ابدا القوات المسلحة السودانية من ارتكابها أيضا جرائم اغتصاب جماعى وفردى واستغلال وعنف ضد نساء وطفلات منذ بداية الحروب الأهلية فى السودان عام ١٩٥٥ فى الجنوب وحتى الآن.
للأسف ان الاغتصاب ظل وسيلة واداة قمع لكل الشعوب السودانية فى مناطق المقاومة طوال عقود طويلة. وكان إحدى التابوهات المسكوت عنها طويلا أيضا فى تاريخ السودان الحديث. حيث ان الضحايا لا يتم الاعتراف بهم وأيضا الالاف من الأطفال الذين نتجوا عن عمليات الاغتصاب الممنهج كجزء من عمليات الحروب والابادات فى السودان منذ ما قبل الاستقلال. حيث ان أجساد النساء المستباحة كانت أيضا جزء من العمليات العسكرية التى استباحت الأرض حرقا او طردا للسكان. وكانت أجساد النساء هى المساحة الأخرى للتعبير عن النصر واكتمال الاستحواذ واختراق كرامة الشعوب المستباحة عبر ذلك العنف الجسدى. فحينما تهجم المليشيات او الجيش السودانى على القرى او المدن كانت تقضى على الرجال بالرصاص والنساء تقضي على ارواحهن بالاغتصاب.
ان الاغتصاب هو استباحة الجسد، وانهاء حق الإنسان فى اتخاذ القرار حول الشئ الوحيد الذى يملكه فعلا وهو جسده. لذلك فإن درجة الذل التى يشعر بها ضحايا الاغتصاب لا يمكن تصورها. بل وكل أشكال العنف الجنسي. ومن الجيد ان هذه الثورة سمحت بأن تفتح بعض هذه التابوهات المغلقة فى الواقع السودانى. ولكن لازال الأمر محصورا فى الذاكرة المركزية والحديثة جدا قبل شهر فقط. الا ان الحقيقة المرة هى ان خطر الاغتصاب الجماعى بابشع صوره هو الواقع اليومى المعاش لملايين النساء السودانيات عبر خارطة الوطن. حيثما كان هناك جنجويد منذ عقود وحيثما كان هناك جبش سودانى ونزاعات فى السودان. وربما ما حدث فى القيادة العامة هو مجرد صورة مصغرة لحياة النساء السودانيات فى مناطق عديدة منذ عقود. ما يحتاج له الوطن لتلئم جراحه كلها ان يكون العنف الجنسي والاغتصاب جريمة عقوبتها لا تقل عن عقوبة القتل. كما ان المجرمين والمتسترين عليهم وقادتهم الذين يرفضون رفع الحصانات عنهم يجب ان يقدموا جميعا للعدالة. واى تغيير لا يشمل العدالة الكاملة لكل ضحايا الاغتصاب والعنف الجنسى فى كل السودان ويعوضهن ويعيد لهن كرامتهن وكرامة اطفالهن واسرهن فهو تغيير اعرج لا يشفى جراح الوطن.
#PinkForSudan
#مساندة_ضحايا_الاغتصاب
nawayosman@gmail.com

Share on Google Plus

عن المدون gazalysidewalk.com

هنا نبذة عن المدون ""
    Blogger Comment
    Facebook Comment

0 comments:

إرسال تعليق