أُعصَـــارْ تَلـــوْدِى وعَـــوْدَة النّيــئُ إلىْ النـّــارِ !.


آدَمْ أجْـــــــــــــرَىْ.
أخلى من نعرفه من أحدى مناجم التعدين الأهلى مصاباً إثر إنهيار بئر تدخلت المعجزة الالهية فى إنقاذه ، فعاد بأعراض بالغة الخطورة على صحته فإضطرت أسرته إلى بيع أغراض هامة كى تواصل علاجه بالخارج فذاك عمل طبيعته المغامرة ولا يوفر ضمانات ، فأية خارطة يعمل ضمنها هذا الفتى ؟.
مثل حالته يتكرر بإستمرار وهو واحد من آلاف المغامرين العاملين فى حقل التعدين الأهلى المفتقر إلى كافة وسائل السلامة ، بإستمرار يشهدون إنهيارات الأنفاق المميتة لكنهم مضطرون ، ينتظرون أياماً تنسيهم ما حدث قبل عودتهم نفس الآبار.
هم الأيدى العاملة الرخيصة بل المتطوعة ، ما فشلوا فى الإستخلاص منها أو نجحوا بوسائلهم البدائية ، تنقل مخلفات مخلفاته إلى مصانع قذرة تستخدم مواداً لا تضمن صحة بيئة ولا حياة برية فضلاً عن سكان المحيط والعاملين ، ومع غياب خبراء التعدين الحقيقيين والتعامل مع مواد كيميائية دون درايه بشروط إستخدامها والمهارات المتخصصة المطلوبة لها ، ومن أخرى نبش باطن الأرض وإحتمال إخراج مواد خطيرة مطمورة جيداً إلى السطح ، فكل هذه وغيرها تجعل مجازفات هذا القطاع مركبة.
نأتى إلى مدراء هذه العمليات وملاك مصانعها والغموض محيط بهم ، من أين أتوا ، ومن جاء بهم حيث لا يتذكر أحد رؤوس أموال وطنية سيرها الذاتية مرتبطة بالتعدين !. ولا أموالاً نظيفة تكونت بالخبرة والتراكم والتوارث دخلت هذا القطاع !.
وشيئ أخير ، ما نصيب الأقاليم والمجتمعات المحلية من هذه الإستثمارات والإلتزامات القانونية تجاه تنمية المجتمعات المحلية لا المساهمات الخداعية التى يتم إظهارها أفضالاً ؟.
ما حدث فى تلودى وكلوقى والليرى حلقة هامة فى مسلسل الثورة السودانية وقيمة مضافة لمصلحة الشعب لا خصماً عليه ، إنه ثورة بالإنابة عن الأقاليم التى تعيش أوضاعاً شبيهة ، وقد حان الوقت لإثارة ملف الذهب الذى يستخرج منذ عشرات السنين فيعجز عن توفير النقد الأجنبى وتثبيت قيمة العملة السودانية.
حان الوقت ولمصلحة الولايات المتضررة من عملياته أن يوضع ملفه على طاولة مفاوضات السلام ، فإما أن يستخرج بأصوله الفنية ، يثبت فائدته الإجتماعية فيبيت رافداً للإقتصاد الوطنى ، أو يبقى تحت الأرض مدخراً لأجيال قادمة.
آدَمْ أجْـــــــــــــرَىْ.
٦ أكتوبر ٢٠١٩م.

Share on Google Plus

عن المدون gazalysidewalk.com

هنا نبذة عن المدون ""
    Blogger Comment
    Facebook Comment

0 comments:

إرسال تعليق