ابى احمد : عندما تنتصر الرؤية الواضحة وشجاعة الفعل


بقلم عثمان نواى
لم يكمل ابى احمد فى منصبه العامين كرئيس لوزراء إثيوبيا وهاهو قد حقق لبلاده فخر بعد فخر وإنجاز بعد اخر، رغم التحديات العظيمة والتعددية المعقدة لمجتمع إثيوبيا السياسيى والدينى والثقافى. ونجاح الرجل يعود بالدرجة الأولى الى الرؤية الواضحة لما يجب ان يكون، والانطلاق بافعال شجاعة نحو تحقيق تلك الرؤية. ورغم ان آبى له خلفية عسكرية، لكن فوزه بجائزة نوبل للسلام اليوم له علاقة بشكل اكبر ليس فقط بوقف الحروب والنزاعات بل بايجاد ارضيات للتوافق على العيش المشترك وادراك المصالح المشتركة بدلا عن التركيز على منطلقات الخلاف والنزاعات.
ومن اهم منطلقات نجاح آبى احمد هو تقديره لأهمية الإنسان الفرد ورد كرامة المواطن الإثيوبي فى كل مكان داخل البلاد كما خارجها . فقد شهدنا كيف يصر الرجل دوما على إطلاق سراح المسجونين من ابناء وطنه عند كل زيارة خارجية له. وينقلهم معه الى أرض الوطن بطائرته الرئاسية. تحقيق هدف رفع قيمة الإنسان وحماية كرامته، هو دوما الدافع الاقوى لقيام الحروب ولكنه أيضا القوة الوحيدة لوقفها وصناعة الاستقرار.
ومما يبعث على التامل أيضا ان خلفية آبى احمد تأتى من جانب القوى التى كانت تقود المقاومة والكفاح المسلح ضد نظام منقستو ومن بعد ذلك بصفته من مجموعة الارومو التى عانت كثيرا من الأزمات منها عملية انتزاع الأراضي المنظمة خلال السنوات من ٢٠١٦ حتى استقالة رئيس إثيوبيا السابق والتى ادت الى احتجاجات واسعة قتل فيها المئات وكانت تلك المرحلة التى نجح فيها ابى فى العمل على إيقاف إعتداءات الحكومة على أراضي منطقة الارومو ومهد الطريق نحو احتلاله منصب رئيس الوزراء بعد تلك الأحداث. ولذلك قدرة الرجل على معرفة مسببات الحروب والنزاعات هى التى دفعته الى العمل بشكل صادق على وقفها.
فى السودان كانت الأزمة دوما تنبع من انعدام الرؤية وضعف الفعل الشجاع القادر على كسر المعتاد فى ممارسات السياسية والتفكير بحرية وشجاعة ورؤية ثاقبة مستقبلية لنقل الوطن الى أرضية جديدة تعترف بالماضي وتصحح مساره فى الطريق لصناعة المستقبل. للأسف لم نرى حتى الآن ما بعد الثورة ما يؤشر الى الرؤى الثاقبة والفعل الشجاع الذى يحتاجه السودان الى الانتقال الفعلى نحو الاستقرار. لذلك تظل تجربة إثيوبيا مثال قريب يستحق الوقوف عنده بجدية للتعلم والانطلاق نحو تصحيح المسار.

Share on Google Plus

عن المدون gazalysidewalk.com

هنا نبذة عن المدون ""
    Blogger Comment
    Facebook Comment

0 comments:

إرسال تعليق