لا يجب تغير مركز ثقل الحوار من قضايا الجماهير إلى صراعات نخبوية ولنعُد لمنصة التأسيس.


فور انتصار ثورة ديسمبر المجيدة والتي وحدت الشعب حول قضايا محددة، وبعد اسقاط النظام وادخال قياداته في السجن، وتوافق قوى الثورة المدنية والعسكرية وتشكيل حكومتها، نلاحظ ان مركز ثقل الحوار بدأ يتزحزح شيئا فشيئا وعن عمد من قضايا الجماهير الي صراعات ومماحكات نخبوية شخصية وايدلوجية، وهذا التحرك بعيد عن مطالب الجماهير العادلة المتمثلة في (حرية -سلام وعدالة) كابرز شعارات للثورة الظافرة، والتي بذل فيها السودانيون الارواح والأموال تضحية ووفاءا.
لم تخرج الجماهير في الشوارع شاهرين هتافاتهم وقدموا تضحايتهم حتى يتمكن حزب او جماعة على الاخرى، او تسيطر جهة ما على مفاصل البلاد ظافرة دون الاخرين، ولم يثوروا الا من اجل قضاياهم ومطالبهم التي ساووت حياتهم بالممات.
فمن اوجب الواجابات ان نختلف اليوم في تلك القضايا التي تهمهم ويريدون منا الاستجابة لها عاجلا.
وان التخلي عن تلك المطالب الجماهيرية المتمثلة في انهاء الحرب وتحقيق السلام وتحسين المعاش والحياة الكريمة واصلاح جهاز الدولة ومحاربة الفساد والتنمية الاقتصادية وتوفير فرص العمل للشباب واصلاح العلاقات الخارجية وبناء دولة القانون ونقل البلاد للحكم الديمقراطي وغيرها، والانشغال بصراعات وتصفية حسابات خاصة واغتيال شخصيات بعضنا بعضا من اجل الحظوة والسيطرة والتحكم في مفاصل البلد وتنظيمات الثورة وإضفاء الوان سياسية عليها سيبعدنا شيئا فشيئا عن الجماهير وحينها سيسهل الانقضاض علينا، الجماهير لم تمنحنا شيك على بياض بل منحتنا تفويض محدودة باجندة ومواعيد.
ان اخطر تيار يهدد الثورة حاليا هو الذي يعمل جاهدا ليشغلنا بصراعات جانبية وينقلنا من القضايا الملحة التي يجب ان نركز عليها، لا خوف ان نختلف ونتباين كقوى الثورة ولكن نختلف في ماذا هو السؤال؟ هل للقضايا الايدلوجية التي وجدنا عليها آباءنا ام قضايا اليوم ومطالب الجماهير العادلة؟ لا يجب ان نبتعد من مركز ثقل الحوار وهو ببساطة مطالب الجماهير التي اتت بناء الي الحكم، فلو لم نحقق لهم تلك القضايا فسوف نزاح ولن نكون خيارهم وهذه خلاصة حتمية دون اي عناء للتفكير.
مبارك أردول
28
اكتوبر 2019م

Share on Google Plus

عن المدون gazalysidewalk.com

هنا نبذة عن المدون ""
    Blogger Comment
    Facebook Comment

0 comments:

إرسال تعليق