حول قائمة الإرهاب.. أكاذيب الدولة العميقة وسذاجة البعض!



منعم سليمان 

هناك منشورات مجهولة المصدر تتحدث عن سبب عدم رفع السودان من قائمة الإرهاب بحجج وأسانيد ساذجة وفطيرة.. وكأن أمريكا قد رفضت .. وكأن الحكومة الحالية عمرها أعوام لا أسابيع.. وهي منشورات تستهدف حداثة التجربة السياسية لنفر غير قليل وسط الثوار.. وهي الشريحة التي تستهدفها الدولة العميقة.
-
اولا أمريكا لن ترفع اسم السودان من لائحة الدول الراعية للإرهاب بين ليلة وضحاها.. بل ان الأمر قد يستغرق ما لا يقل عن التسعة أشهر في أحسن تقدير.. وهذه الحقيقة يعرفها حمدوك جيدا حتى قبل ذهابه إلى أمريكا.. ولكنه يعمل جاهدا لحشد الدعم الدولي من أجل هذا الغرض.
- في أغسطس الماضي التقيت بالدكتور ابراهيم البدوي في القاهرة - قبل تعيينه وزيرا للمالية - وكان وقتها قادما من أمريكا وقد قال لي بالحرف الواحد ان رفع اسم السودان من القائمة يحتاج إلى فترة طويلة قد تمتد إلى سنة.. ما يعني ان حمدوك وحكومته يعرفون هذه الحقيقة.. لمعرفتهم بطبيعة تعامل الادارة الأمريكية.
- النظام الإرهابي السابق ورط البلاد في ملفات دولية كثيرة وله علاقات مع دول وتنظيمات إرهابية عديدة .. والتخلص من كل هذا الإرث الثقيل يحتاج لفترة طويلة.. كما يحتاج لتغيير في القوانين حتى تواكب القوانين الدولية في ما يتعلق بالأمن والسلم العالميين.
- لا علاقة بوجود المكون العسكري في مجلس السيادة بالأمر.. بل ان وجوده كان وفقا لمقترح دولي شاركت فيه أمريكا.. وشارك في تنفيذه المبعوث الأمريكي دونالد بوث الذي التقى الفريق أول عبد الفتاح البرهان أكثر من مرة حين كان رئيسا للمجلس العسكري.
- أمريكا تتعامل بواقعية مع الجيش والدعم السريع.. وفقا لسياسة الأمر الواقع وذلك حتى نهاية الفترة الإنتقالية.. وتعلم تماما ان عزلهما في هذه المرحلة فيه تهديد لمستقبل الأوضاع في البلاد.
- أمريكا تعلم أهمية وجود التمثيل العسكري في المرحلة الإنتقالية لأهمية ذلك في عملية الانتقال.. حتى تصل البلاد إلى المرحلة الديمقراطية الكاملة بعد الفترة الإنتقالية.
- يجب ان يعلم الجميع ان الفترة الإنتقالية ليست هي الغاية بالنسبة للمجتمع الدولي وإنما المرحلة الديمقراطية التي تليها.. والمجتمع الدولي يعلم انه بدون حراسة عسكرية في ظل المهددات التي تتهدد الثورة من النظام الإرهابي السابق لن تصل البلاد إلى الديمقراطية.
- حديث اشتراط أمريكا لمحاكمة البشير أمام المحكمة الجنائية الدولية حتى يرفع اسم البلاد من القائمة حديث كاذب وساذج.. فأمريكا نفسها ليست من الدول الأعضاء بالمحكمة.. كما لم توقع على (ميثاق روما) الذي بموجبه تأسست المحكمة الجنائية الدولية.. وبالتالي لا يمكن ان ترفع كرت المحكمة دوليا .
- دكتور حمدوك تلقى وعودات صريحة ومباشرة من الإدارة الأمريكية برفع اسم السودان من القائمة.. حدث ذلك حين لقائه بالسيدة سيغال ماندكلر وكيلة وزارة الخزانة الأمريكية المسؤولة الرئيسية عن متابعة تمويل الإرهاب بإدارة الرئيس ترمب.
- أمريكا دولة مؤسسات وليست دولة من الدول التي يستطيع الرئيس ان يقرر مصيرها بجرة قلم.. خصوصا عندما يتعلق الأمر بما يهدد أمنها واستقرارها.
- أخيرا ترك الرئيس المعزول ونظامه الفاسد خلفه تركة ثقيلة محلية واقليميا ودوليا.. وعلى جميع الأصعدة .. والتخلص من هذه التركة يحتاج لوقت وصبر وتضافر كل الجهود لتجاوزها.
- أمريكا سترفع اسم السودان من قائمة الإرهاب ما دام هناك حكومة مدنية تحكم البلاد.. هذه حقيقة سيشهدها الناس طال الزمن ام قصر.



Share on Google Plus

عن المدون gazalysidewalk.com

هنا نبذة عن المدون ""
    Blogger Comment
    Facebook Comment

0 comments:

إرسال تعليق