عثمان نواي
خلال الأيام الماضية اثبت احد أجيال الكهول من السياسيين
السودانيين ان عقول الخمسينات والستينات المدفونة بغيها وقريبة العهد بابائهم
واجدادهم تجار وملاك الرقيق السابقين، ان تلك العقول القديمة المافونة لازالت تقبع
فى ظلمات التمييز وأمراض العنصرية التى تحاول الاجيال الجديدة التى قامت بثورة
ديسمبر ان تحرر منها المجتمع السوداني والوطن بأكمله. ولكن رئيس مفوضية السلام
الذى يفترض به إنهاء كافة أسباب الحروب فى السودان وأولها التمييز والعنصرية، قام
بتصريح شخصي مخل بكل آداب ومتطلبات وأخلاقيات وظيفته بل أيضا باى التزام بسيط
بالوطنية لاى مواطن سودانى يحترم إخوته فى الوطن. فقد نقلت مصادر متطابقة ان الرجل
فى الرد على مطالبة نسوية بمشاركة النساء من مناطق الحروب فى عملية التفاوض
والسلام وصف نساء مناطق النزاعات بانهن من " الخدم" وذلك حسب بيان
اصدرته مجموعة النساء السياسيات "منسم" حيث طالبت المجموعة فى مذكرة
رفعت لرئيس الوزراء باقالة رئيس المفوضية فورا حيث انه بهذا التصريح يثبت انه
الرجل الخطأ لهذا المنصب كما أنه أيضا يثبت انه لا يصلح للقيام بهذا الدور وهو
حامل لعقلية تمييز عنصري بهذا القدر.
ويعلم الجميع ان مفوضية السلام يقع على عاتقها اهم أدوار فترة
الحكومة الانتقالية وهو تحقيق السلام. ولكن مثل هذه العقليات المنتنة من بقايا
تجار الرقيق لا يمكنها ان تحقق السلام وهى تحمل هذه المفاهيم العنصرية التى تحطم
اى عملية تعايش سلمى ناهيك عن السلام المستدام الذى يحلم به السودانيون. ولا ندرى
حقيقة اى معايير تلك التى وضع بها رجل كهذا فى منصب كهذا. لكن يبدو ان انتمائه
لحزب الأمة وقربه من اللمام هو المبرر الوحيد لوجوده فى هذا المنصب الحساس الذى
يحسم مصير السودان كدولة من الأساس ووحدة تراب الوطن. ان وجود رجل مثل الدبيلو على
رأس مفوضية السلام لا يشى سوى بانعدام جدية حقيقية فى تحقيق السلام عبر وضع رجل
بهذه العقلية على رأس عملية السلام. الدكتور سليمان الدبيلو كان احد الموقعين عن
حزب الأمة فى اتفاقية تكوين التجمع الديمقراطي عام ١٩٩٠، ولكن زيف النخب السياسية
السودانية من الكهول هؤلاء واخفائهم لحقيقة مشاعرهم المتجذرة فى العنصرية نتيجة
لقرب عهدهم بعهد الجاهلية، اى عهد امتلاك الرقيق ،هؤلاء النخب المزيفة الوعى التى
تظهر غير ما تبطن من نفاق سياسي مستمر أدى إلى انفصال السودان، هذه النخب لا
يمكنها ان تقود السودان الى بر الأمان بل فقط نحو مزيد من الأزمات والكوارث.
ان الدبيلو مطالب بالاعتذار الرسمى لكل نساء واهل مناطق النزاعات
فى السودان ،كما انه مطالب بالاستقالة الفورية، وعلى المجلس السيادى ورئاسة
الوزراء وقحت تقديم اعتذار مماثل عن تعيين رجل مثل هذا فى منصب مثل هذا المنصب كما
عليهم تقديمه للمحاسبة والمحاكمة بتهمة السب والقذف، وعليهم إجراء تحقيق فى اسباب
تعيينه من الأساس فى هذا المنصب ومحاسبة من عينه. وعلى كل قوى الثورة والقوى
السياسية اصدار مواقف تطالب باقالة ومحاسبة الرجل وان يكون ما قام به هو نهاية
لممارسة العنصرية والتمييز الممنهج المعلن والخفى الذى ظل يمارسه الساسة
السودانيين طوال عقود.
ويجب ان نجزل الشكر للنساء صانعات الثورة واللائى رفضن ممارسة
التزييف والتغطية على هذه الفضيحة واخترن طريق المواجهة دفاعا عن حقوق النساء وعن
ثورة ديسمبر وكل تضحيات السودانيين من أجل الحرية والمساواة ، ومجموعة منسم التى
أبت ان تصمت على هذه الفضيحة الأخلاقية والسياسية التى لا تمس حقوق النساء فقط
ولكنها تمس حقوق المواطنين السودانين أجمعين وخاصة أولئك من مناطق النزاعات. حيث
أن هذا الموقف الشجاع من المجموعة يجب ان يكن ديدن كل المؤسسات السودانية والأفراد
أيضا ،فلم يعد للعنصرية مكان ولن يكون لها مكان فى مستقبل السودان وسوف يجد امثال
الدبيلو من العنصريين سيجدون أنفسهم أشخاصا منبوذين عما قريب، فسقوط الأقنعة على
أيدى نساء وشباب السودان الثائر لن يسمح بأن تستمر مأساة نزيف الوطن بسبب أمثال
هؤلاء المحنطين الماسورين باغلال الماضي،فلنساء منسم وكل نساء السودان التحية
والتقدير على الموقف التاريخي الشجاع الذى ربما يكون سببا فى إنقاذ عملية السلام
فى السودان من أيدى هذا العنصرى المدعو الدبيلو وأمثاله فهذا سيكون درسا تاريخيا
لكثر من العنصريين المتخفين تحت الأقنعة
.
كما يجب ان تدرك كل قوى المجتمع الثورية ان هذه ليست معركة تخوضها
النساء فقط ولكنها معركة تثبيت حقوق المواطنة والمساواة بين كل السودانيين
والسودانيات وكتابة عهد جديد خالى من العنصرية في السودان. هذا او الطوفان..
بيان منسم 👇👇👇👇👇👌
قامت مجموعه من اعلام منسم تتكون من الاستاذات امال الزين , عازة محمد
احمد، ريم عباس واخلاص نمر، بتسليم مذكرة تدين الكلام العنصري الذي صرح به الدكتور
سليمان الدبيلو ، رئيس مفوضية السلام في حضور عضوة من منسم في مدينة جوبا. و تأتي
المذكرة بعد يومين من اصدار بيان يدين سلوك دكتور الدبيلو و يطالب باستبداله
بشخصية مناسبة للمرحلة.
تم تسليم المذكرة الى الدكتورة عائشه موسى و نسخة آخرى لمكتب
الدكتور صديق تاور الذي تسلمها نيابه عنه الأستاذ انس مدير مكتبه، وثالثة لمكتب
الدكتور حمدوك. وقد أبدت دكتوره عائشه اهتمامها بتفاصيل المذكرة وعرضها لاعضاء
المجلس في الاجتماع الذي ضم المجلس برمته في الثانيه بعد ظهر اليوم.
ولغياب رئيس الوزراء خارج البلاد، فقد تم تسليم المذكرة للأستاذة
اماني عاطف، مديرة مكتب د. حمدوك.
بيان منسم
بيان
الدبيلو رمز للعنصرية والعداء للمرأة و لا نقبل الاعتذار
لقد صدمنا ان دكتور سليمان الدبيلو -وهو رئيس مفوضية السلام والمسؤول
المحوري عن ملف السلام و المقرر عن المجلس الاعلى للسلام- قد استخدم لغة عنصرية و
تمييزية ضد النساء باستخدامه كلمة “الخدم” عند الاشارة لمشاركة النساء في عملية
التفاوض و السلام و ذلك خلال الحديث مع عضوة في منسم يوم ٢٠ اكتوبر ٢٠١٩ في فندق
براميد في مدينة جوبا.
ما صدر من رئيس المفوضية مؤشر خطر من شخص يفترض أن يقود عملية
السلام ويؤمن به . فإذا به يتعكز بالعنصرية و التمييز ضد النساء و هذا يجعله غير
مناسب لموقعه .وسبق وان سجلنا اعتراضنا على عدم اشراك النساء بهذه اللجان التى
تحتاج لخبرات نسوية.
ندين فى منسم وبشدة هذا السلوك و المنهج العنصري و المعادي للنساء
ونطالب بالمحاسبة. وإبعاد هذا الشخص العنصرى عن موقع هام لمستقبل ثورتنا وبلادنا .
اذ يجلس الدكتور الدبيلو في موقع حساس و مهم جداً في هذة المرحلة الانتقالية
العصيبة .
نحن في منسم نعمل جاهدات في ملف السلام و نؤكد ان دكتور دبيلو ليس
الشخص المناسب لهذا المنصب بسبب عقليته العنصرية . وسوف تساهم هذه العقلية بشكل
كبير في إقصاء النساء من طاولة المفاوضات ، حجب اجندة النساء و تجريدهن من الفرصة
في المشاركة في عملية السلام بعد الضرر النفسي و الجسدي الذي سببته لهن الحرب.
لا يمكن ان تكون هنالك عملية سلام عادلة و منصفة للنساء مع وجود
شخص مثل دكتور الدبيلو و لا نقبل اعتذار لان تصريحه ليس زلة لسان بل كلام نابع من
منهج تفكير وقفت الثورة في مواجهته و هو محاربة العنصرية و الحصول على المواطنة
المتساوية و الكرامة الانسانية.
ايماناً منا بثورة ديسمبر المجيدة و بدور النساء في عملية السلام،
نطالب بإقالة دكتور دبيلو و اختيار شخص مناسب
لهذا المنصب.
لهذا المنصب.
المجموعات النسوية السياسية و النسوية (منسم)
٩ نوفمبر ٢٠١٩
nawayosman@gmail.com
٩ نوفمبر ٢٠١٩
nawayosman@gmail.com
0 comments:
إرسال تعليق